للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه أكفر من فرعون).

وقال (الدرر: ١٠/ ٥٤): (وقد ذكر أهل العلم: أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية، وهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى) ".

ثم نقل بعض النقول عنه وعن بعض الآخذين عنه في تكفير ابن عربي وابن الفارض (١)، ثم قال: "وفي هذه النصوص الكثيرة لابن عبد الوهاب والآخذين عنه تكفير صريح لابن عربي وابن الفارض! لكنه في رسالته أهل القصيم ينكر أنه كفّر ابن عربي وابن الفارض، ويزعم أن ذلك افتراء عليه وبهتان عظيم".

ونقل كلام الإمام السابق في رسالته لأهل القصيم، ثم قال: "انظر كيف استعمل التقية وأنكر أنه يكفر ابن عربي وابن الفارض!! مع أنني نقلت عنه نصوصاً متعددة في تكفيره إياهم، وما زال أتباعه حتى اليوم يكفرونهما، فما هذا التمسكن إلا من أجل التمكن، والمراوغة سياسة لا ديانة، وهذا أحد نماذج مراوغته، والتي سبق أن نقلت أحدها.

وهذا يدل على أن ما نسبه إليه علماء عصره حق وصدق، وأن ما يأتي به أتباعه المعاصرون لتكذيب كلام أولئك العلماء، ما هو إلا من هذا الباب .. باب المراوغة والتقية، فلا تغتر" (٢).

حقيقة هذه الدعوى:

هو إتهام دعوة الإمام بالتكفير والمرواغة فيه لأجل مصالح سياسية.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أنه لا بد عند نقل كلام أحد من العلماء أو الرد عليه من أمور، منها:

١ - الأمانة في النقل.

٢ - جمع كلام العالم في المسألة.

٣ - معرفة الواقع التي قيلت فيه.


(١) انظر: الدرر السنية: ٢/ ٣٠٧، ٣/ ٢١، ٣٤٩، ٣٥٥.
(٢) الرؤية الوهابية للتوحيد وأقسامه: ٤١٩ - ٤٢١.

<<  <   >  >>