للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحد: الذي لا نظير له، والصمد: الذي تصمد الخلائق كلها إليه في جميع الحاجات، وهو الكامل في صفات السؤدد; فقوله: ﴿أَحَدٌ﴾ نفي النظير والأمثال، وقوله: ﴿الصَّمَدُ﴾ إثبات صفات الكمال، وقوله: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص: ٣] نفي الصاحبة والعيال، ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤] نفي الشركاء لذي الجلال" (١).

سادسا: قول الكاتب: " وبينما يثبت الوهابيون للخالق ﷿ صفات جسدية تنافي الأحدية الإلهية " وذكر منها صفة الوجه لله تعالى.

وهذا مبني عنده على تعريفه للواحد بأنه الشيء الذي لا ينقسم في نفسه أو في معنى صفته، كما مر في الفقرة ثانيا.

أما أهل السنة فيقولون، أنه واحد في ربوبيته، وواحد في ألوهيته، وواحد أسمائه وصفات ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١].

أما إثبات الوجه لله تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)[الرحمن: ٢٧]، وقال تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]. قال الإمام ابن خزيمة : بعد أن أورد جملة من الآيات تثبت صفة الوجه لله تعالى: "فنحن وجميع علمائنا … مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا؛ من غير أن نشبه وجه الله خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين" (٢).


(١) تفسير آيات من القرآن الكريم ضمن مؤلفات الشيخ: ١/ ٣٨٣.
(٢) كتاب التوحيد: ١/ ٢٥. وانظر: مجموع الفتاوى: ٦/ ٦٨، ٩/ ١٦، وأضواء البيان: ٧/ ٨٠١.

<<  <   >  >>