للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يذكر كثيرا غيرها من سور القرآن في كتاب التوحيد.

ولا يعني هذا أن الإمام لم يذكرها في جميع كتبه؛ بل هو ذكرها واستشهد بها في مواضع كثيرة (١). وله تفسير لها ضمن مؤلفاته (٢)، قرر فيه التوحيد والتنديد بالشرك.

قال : "فمن أحسن الاقتران: أن الله قرن بين الإيمان به والكفر بالطاغوت؛ فبدأ بالكفر به على الإيمان بالله، وقرن الأنبياء بين الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، مع أن في الوصية بلا إله إلا الله ملازمة الذكر بهذه اللفظة والإكثار منها. ويتبين عظم قدرها، كما بيَّن فضل سورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] على غيرها من السور، ذكر أنها تعدل ثلث القرآن مع قصرها. وكذلك حديث موسى ، فإن في ذكره ما يقتضي كثرة الذكر بهذه الكلمة، كما في الحديث: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله» (٣) " (٤).

وقال : " الأصل الثالث: وهو توحيد الذات والأسماء والصفات كما قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)[الإخلاص: ١ - ٤] " (٥).

وقال أيضاً -رحمه الله تعالى--: "تفسير سورة الإخلاص عن عبد الله بن حبيب قال: «خرجنا في ليلة ممطرة وظلمة، فطلبت النبي ليصلي لنا فأدركناه، فقال: قل، فلم أقل شيئا، قال: قلتُ يا رسول الله، ما أقول؟ قال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» قال الترمذي (٦): حديث حسن صحيح.


(١) الرسائل الشخصية: ٦/ ١٦٣، والدرر السنية: ٢/ ٦٨.
(٢) مؤلفات الشيخ: ٥/ ٢٨٣، والدرر السنية: ١٣/ ٤٥٠.
(٣) سنن الترمذي، أبواب الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة، برقم: ٣٣٨٣، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم: ٣٥٧٥.
(٤) الرسائل الشخصية: ٦/ ١٦٢.
(٥) الدرر السنية: ٢/ ٦٨.
(٦) كتاب أبواب الدعوات، برقم ٣٥٧٥، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي.

<<  <   >  >>