للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً" (١).

ثم انتقل الإمام إلى بيت تلميذه أحمد بن سويلم، وهناك بدأ التزاور بين خواص أهل العلم من الدرعية، ولما اطلعوا على دعوة الإمام أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته فهابوه، فأتوا إلى زوجته موضي وأخيه ثنيان فأخبروهما بمكان الإمام ووصف ما يأمر به وينهى عنه فاتبعا دعوة الإمام وقررا نصرته (٢).

دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الإمام وقالت له: "هذا الرجل ساقه الله إليك، وهو غنيمة فاغتنم ما خصك الله به"، فقبل قولها، ثم دخل على أخيه ثنيان وأخيه مشاري فأشارا عليه بمساعدته ونصرته.

فأراد أن يرسل إليه فقالوا: "سر إليه برجلك في مكانه، وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه"، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الإمام ورحب به، وأبدى غاية الإكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده.

وقال له: "أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة"، فقال الإمام: "وأنا أبشرك بالعزة والتمكين، وهذه كلمة "لا إله إلا الله" من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك" (٣).

وتعاهد الإمامان على حمل الدعوة على عاتقيهما، والدفاع عنها، والدعوة للدين الصحيح، ومحاربة البدع، ونشر كل ذلك في جميع أرجاء جزيرة العرب (٤).

واشترط الأمير محمد بن سعود على الإمام شرطين:

- أن لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم.


(١) انظر: عنوان المجد: ١/ ١١، والعثيمين " محمد بن عبد الوهاب": ٥٤.
(٢) انظر: روضة الأفكار: ١/ ٣، وعنوان المجد: ١/ ١١ - ١٢.
(٣) عنوان المجد: ١/ ١١ - ١٢.
(٤) روضة الأفكار: ١/ ٢٢٢.

<<  <   >  >>