للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: أن يكون شيئاً مضافاً إلى عين مخلوقة يقوم بها، مثاله: قوله تعالى: ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾ [النساء: ١٧١]، فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفاً؛ فهي روح من الأرواح التي خلقها الله، وليست جزء أو روحاً من الله؛ إذ أن هذه الروح حلت في عيسى ، وهو عين منفصلة عن الله، وهذا القسم مخلوق أيضاً.

الثالث: أن يكون وصفاً غير مضاف إلى عين مخلوقة، مثال ذلك: قوله تعالى: ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾ [الأعراف: ١٤٤]، فالرسالة والكلام أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله لنفسه صفة، فهذه الصفة غير مخلوقة، وبهذا يتبين أن هذه الأقسام الثلاثة: قسمان منها مخلوقان، وقسم غير مخلوق.

فالأعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه الأعيان مخلوقة، والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق؛ لأنه يكون من صفات الله، وصفات الله غير مخلوقة.

وقد اجتمع القسمان في قوله: ﴿وَكَلِمَتُهُ﴾ و ﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾، فكلمته هذه وصف مضاف إلى الله، وعلى هذا، فتكون كلمته صفة من صفات الله.

﴿وَرُوحٌ مِنْهُ﴾: هذه أضيفت إلى عين؛ لأن الروح حلت في عيسى، فهي مخلوقة" (١).


(١) القول المفيد على كتاب التوحيد: ١/ ٧٥، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ٩/ ٦٣، وانظر: عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن: ٩٤ - ٩٥.

<<  <   >  >>