للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التمثال في استعماله عند الفقهاء.

"والتصوير والصورة في اصطلاح الفقهاء يجري على ما جرى عليه في اللغة" (١).

"وهذا البحث جار على الاصطلاح الأغلب عند الفقهاء، وهو أن الصورة التي تحكي الشيء، والتمثال بمعنى واحد" (٢).

خامسا: أن الحديثَ الذي استدل به وهو «أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون»، وحصرَه في منْ أرادَ أن يعبد من دون الله؛ فليس في الحديث ما يدل على أن العذاب فيمن أراد أن تعبدمن دون الله.

وقد جاء في الحديث عن ابن عباس ، قال: سمعت رسول الله يقول: «كل مصور في النار، يجعل له، بكل صورة صورها، نفسا فتعذبه في جهنم» (٣).

"أي: تعذبه نفس الصورة بأن يجعل فيها روحاً، والباء بمعنى "في" أو يجعل له بكل صورة شخص يعذب به" (٤).

وعن عائشة : أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فقام النبي بالباب فلم يدخل، فقلت: أتوب إلى الله مما أذنبت، قال: «ما هذه النمرقة؟ قلت: لتجلس عليها وتوسدها. قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصور» (٥).

فهي لم تذكر أنها اتخذت هذه النمرقة من أجل أن تعبد من دون الله - وحاشاها من ذلك-، ولكن قالت : لتجلس عليها وتوسد عليها، وفهي مهانة أيضًا.

قال الحافظ ابن حجر : "قدم الجملة الأولى - إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم


(١) المرجع السابق: ١٢/ ٩٣.
(٢) الموسوعية الكويتية: ١٢/ ٩٤.
(٣) صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة: ٢١١٠.
(٤) حاشية كتاب التوحيد: ٣٧٣. وانظر: شرح النووي على مسلم: ١٤/ ٩٠.
(٥) صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب من كره القعود على الصورة، برقم ٥٩٥٧، وصحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة: ٢١٠٧.

<<  <   >  >>