للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحل إلى مكة والمدينة لطلب العلم (١)، والتقى في سفره بالعديد من العلماء، ومنهم الشيخ عبد الله بن سيف، كما تلقى علم الحديث النبوي ومروياته الحديثية لجميع كتب السنة كالصحاح والسنن والمسانيد وكتب اللغة والتوحيد وغيرها من العلوم عن شيخيه: العلامة عبد الله الفرضي الحنبلي والمحدث محمد حياة السندي، ثم توجه إلى الأحساء فأخذ عن شيوخها، ومنهم الشيخ ابن عبد اللطيف الحنبلي، وزار البصرة وبغداد؛ ودرس على محمد المجموعي (٢).

أما ما قيل من أنه سافر إلى الشام -كما ذكره خير الدين الزركلي (٣) في الأعلام-، وإلى فارس وإيران وقم وإصفهان -كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم (٤) - فهذا غير صحيح؛ لأن حفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن الإمام لم يتمكن من السفر إلى الشام، وقد اعتمد أغلبهم على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول، فانخدعوا به، ولا يصح التعويل على هذا الكتاب.

ومع حرص المترجمين للإمام محمد بن عبد الوهاب على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم، وبذكر البلاد التي زارها فإنهم يكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب (٥).

وبعد مضي سنوات على رحلته عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين على العيينة الأمير عثمان بن حمد بن معمر والذي لم يرق له بقاء عبد الوهاب في القضاء فعزله عنه، فغادرها عبد الوهاب إلى حريملاء وأقام بها وتولى قضاءها. فأقام الإمام في حريملاء مع أبيه يدرس عليه، ويدعو إلى التوحيد، ويبين بطلان دعوة غير الله (٦).


(١) انظر: المرجع السابق: ١/ ٢٦.
(٢) انظر: روضة الأفكار: ١/ ٢٦، وعنوان المجد: ١/ ٧ - ٨، والدرر السنية: ٩/ ٢١٥، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٣/ ٣٨٠.
(٣) الأعلام: ٦/ ٢٥٧.
(٤) تاريخ البلاد العربية السعودية: ١٩٥.
(٥) انظر: عنوان المجد: ١/ ٨، والدرر السنية: ١٢/ ٥، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٣/ ٣٤٠، ومجلة العرب (ج ١٠، السنة الرابعة، ربيع الثاني عام ١٣٩٠ هـ: ٩٤٣ - ٩٤٤).
(٦) انظر: عنوان المجد: ١/ ٨، الدرر السنية: ١٢/ ٥.

<<  <   >  >>