للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البوادي أو أكثرهم " كلهم مشاهيرهم والأتباع إنهم مقرون بالبعث، ولا يشكون فيه، ولا يقدر أن يقول إنهم يقولون إن كتاب الله عند الحضر، وأنهم عايفينه، ومتبعون ما أحدث آباؤهم مما يسمونه الحق، ويفضلونه على شريعة الله، فإن كان للوضوء ثمانية نواقض، ففيهم من نواقض الإسلام أكثر من المائة ناقض .. " (١).

فكان واقع نجد " قبل هذا الشيخ المجدد لم يبق منه إلا الدعوى والاسم، فوقعنا في الشرك، فقد ذبحنا للشياطين، ودعونا الصالحين، ونأتي الكهان، ولا نفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ولا بين توحيد الربوبية الذي أقرّ به مشركوا العرب، وتوحيد الألوهية الذي دعت إليه الرسل، ولا نفرق بين السنة والبدعة … والشرك بالله يخطب به على منابرنا … وكذلك تعطيل الصفات .. " (٢).

فبادية "نجد عموماً كانت تعيش في جاهلية جهلاء، فهي لا تعرف الشعائر الإسلامية من صلاة وزكاة وصيام وحج، وكانت تتحاكم فيما بينها بأعراف وتقاليد لا تمّت إلى الأحكام الإسلامية بصلة، ويتضح فيها الجور من جهة، والتساهل في إحقاق الحق من جهة أخرى" (٣).

بل حتى الشعراء قد صوروا ذلك الواقع، يقول راشد الخلاوي (٤):

فإن سلت قومي يا منيع فلا تسل … أحجار وأشجار يعبدون خايبه

عصاة قساة من حديد قلوبهم … فلو أنهم من صمّ الأحجار ذايبه

فلا عندهم إلا إبليس عقيدهم … فالبعض ابن له والبعض شايبه

تخليت عن قومي محا الله دارهم … واهمي عليهم من نوامي نوايبه


(١) تاريخ ابن غنام ١/ ١٠٨. وانظر: مؤلفات الشيخ: ٣/ ٤١ - ٤٩.
(٢) انظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون: ٤/ ٣٦٧ - ٣٦٨.
(٣) الحياة الاجتماعية لدى بادية نجد: ٢٠٦.
(٤) أبو محمد راشد الخلاوي العجلاني من ولد عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن عاش القرن الثامن الهجري ومطلع القرن التاسع الهجري اشتهر بصحبته لمنيع بن سالم أحد أمراء آل مانع من بني عصفور من بني عقيل. انظر راشد الخلاوي (حياته - شعره - حكمه - فلسفته - نوادره - حسابه الفلكي) لعبد الله بن خميس، وراشد الخلاوي شاعر القرن الثامن الهجري، ٧٢٠ هـ-٨٢٠ هـ، لسعد العتيبي.

<<  <   >  >>