للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك: ومن ذلك قوله : " وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر أحمد البدوي وعبد القادر الجيلاني وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم وجود من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ولم يقاتل. سبحانك هذا بهتان عظيم؟! (١).

ثانيا: الإمام محمد من أكثر الناس تحرزا من التكفير، يقول حفيده الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (٢) عن موقف جده الإمام محمد من التكفير" والشيخ محمد من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى إنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها" (٣).

ويقول الشيخ حسين بن غنام (٤) : "إن الشيخ كان ملتزماً بالمنهج السوي، ولم يتسرع لسانه بتكفير أناس أُشربت قلوبهم بالمعاصي، وبما كانوا عليه من القبائح الشركية" (٥).

ثالثا: مما يدل على احتراز وتثبت الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل التفكير، قوله

: "من أظهر الإسلام، وظننا أنه أتى بناقض، لا نكفره بالظن؛ لأن اليقين لا يرفعه الظن وكذلك لا نكفر من لا نعرف منه الكفر، بسبب ناقض ذكره عنه ونحن لم نتحققه" (٦).

وقال : "فأول درجات الإنكار معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله … إلى أن قال:


(١) الدرر السنية: ١/ ٦٦.
(٢) عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، النجدي الأزهري، من أعلام الدعوة السلفية الإصلاحية في نجد، من مؤلفاته: منهاج التأسيس في كشف شبهات داود بن جرجيس، ومصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام، وعيون المسائل وغيرها، توفي سنة ١٢٩٣ هـ. انظر: علماء الدعوة: ٤٧، ومشاهير علماء نجد: ٧.
(٣) منهاج التأسيس في كشف شبهات داود بن جرجيس: ٩٨.
(٤) حسين بن أبي بكر بن غنام الأحسائي المالكي، كان حسن التعليم، مستقيم الديانة، راجح العقل، ومؤرخاً، له من التصانيف: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام، والعقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين، توفي سنة ١٢٢٥ هـ. انظر: مشاهير علماء نجد: ١٤٩، وعنوان المجد: ١/ ١٥١.
(٥) روضة الأفكار والأفهام: ١/ ٣٣ - ٣٦.
(٦) مؤلفات الشيخ: ٥/ ٢٤.

<<  <   >  >>