للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا: هذا الحديث ليس في سهيل بن بيضاء، وإنما في أخوه سهل ، يقول الشيخ أحمد شاكر : "سهيل بن بيضاء": هو سهيل بن وهب بن ربيعة، نسب إلى أمه "البيضاء"، وهي دغد بنت جحدم بن عمرو، وسهيل هذا من المهاجرين، شهد بدرا وأحداً، والخندق والمشاهد كلها، فوهم أحد الرواة، والصواب "سهل بن بيضاء" بفتح السين وسكون الهاء، وهو أخو سهيل لأبيه وأمه، قال ابن سعد: "أسلم بمكة وكتم إسلامه، فأخرجته قريش معها في نفير بدر، فشهد بدر، مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، فخلى عنه. والذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل ابن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود، ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا مع رسول الله مسلما، لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلاً أشهر من أخيه سهل. والقصة في سهل. وسيأتي على الصواب "سهل ابن بيضاء" في رواية جرير عن الأعمش ٣٦٣٤ " (١).

وقال القاسم بن سلام المتوفى (٢٢٤ هـ): " أما أهل المعرفة بالمغازي فإنهم يقولون: إنما هو سهل بن بيضاء أخو سهيل" (٢).

فأين التحقيق والتحرير الذي يدعيه الكاتب؟.

ثانيا: هذا الحديث مما اختلف في تصحيحه وتضعيفه، فقد رواه الإمام أحمد في مسنده، (٣)، والترمذي في سننه (٤)، وابن أبي شيبه في مسنده (٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٦)،


(١) المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر: ٣/ ٥٢١. وانظر: طبقات ابن سعد: ٤/ ٢١٣، والإصابة في تمييز الصحابة: ٣/ ١٦٢.
(٢) كتاب الأموال: ٣٠٦.
(٣) برقم: ٣٦٣٢، ٣٦٣٣، ٣٦٣٤.
(٤) أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ، باب ومن سورة الأنفال، برقم: ٣٠٨٤.
(٥) في مسند عبد الله بن مسعود ، برقم: ٣٦٦.
(٦) في مسند عبد الله بن مسعود ، برقم: ١٠٢٥٨.

<<  <   >  >>