كان قبل ذلك بكثير، كما ذكر ذلك ريتشارد كورتس، وديلندا هانلي، فيقولان:"الحملة الإعلامية الشرسة ضد السعودية والعالم العربي لم تبدأ في ١١ سبتمبر ٢٠٠١ م. لقد بدأت في هوليود منذ عقود من الزمان. فالأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية، ظلت، إما عن قصد أو دون قصد، تغذي عقول الأمريكيين بصور من قبيل: "شيوخ النفط الأغنياء الفاسدون"، و"البدو قطاع الطرق"، و"العرب المتطرفون الأشرار المناوئون لأمريكا" (١).
لكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما أعقبها من تطورات وحروب وهجمات سلطت المزيد من الأضرار على دعوة الإمام، واستغلت بعض الأقلام هذه التطورات والأحداث التي تورط فيها بعض المسلمين لشن المزيد من النقد والهجوم على دعوة الإمام.
وقد رصدت كثير من المنظمات الإسلامية في الغرب وغيره مثل هذا التوجه الغربي الذي استهدف السعودية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ م، فقد لاحظ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في الولايات المتحدة (كير) أن الحملة الإعلامية على الإسلام في السعودية قد بدأت في اليوم التالي لأحداث ١١ سبتمبر، رغم أنه لم تكن تبينت أية معلومات عن هوية المتسببين فيها.
وعرض المجلس إحصائية موثقة عن حجم ما كتب عن السعودية في وسائل الإعلام الأمريكية، وذكر أنه في شهر أكتوبر من عام ٢٠٠١ م بلغ عدد المقالات التي كتبت عن الإسلام في السعودية (٤٢٢) مقالا، وبلغ إجمالي المقالات في ذلك العام (١٤٦٣٩) مقالا مقارنة بما يقرب من (٢٩٠٠) مقالا في عام ٢٠٠٠ م، أي بزيادة قدرها ٤٠٠%، هذا فضلاً عن الأخبار والتقارير الصحفية الأخرى.
أما طبيعة القضايا التي تناولتها تلك المقالات فقد أوضح تحليل تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أنها تناولت موضوعات المناهج الدراسية والتعليم في السعودية، وقضايا المرأة المسلمة في السعودية، والربط بين مصطلح الإرهاب بمفهومه الغربي وبين السعودية، وقضايا
(١) اللوبي الصهيوني في أمريكا والحملات المغرضة ضد السعودية، ضمن بحوث نشرت في كتاب: (السعوديون والإرهاب: رؤى عالمية): ٥٥٢.