للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليه ابن مندة وابن جرير الطبري وغيرهما، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان في آخرين -رحم الله الجميع-، وهو استقراء تامٌ لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في استقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء" (١).

رابعا: أن الأشاعرة يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وهي ترجع عندهم إلى توحيد المعرفة والإثبات، ولا يذكرون منها توحيد العبادة. فيقولون في التوحيد، بأنه يشتمل ثلاثة أمور:

١ - واحد في ذاته لا قسيم له.

٢ - وواحد في صفاته لا شبيه له.

٣ - وواحد في أفعاله لا شريك له (٢).

"وأشهرها عندهم وأقواها دلالة على التوحيد النوع الثالث، وبه يفسرون معنى "لا إله إلا الله". والألوهية- عندهم- هي القدرة على الاختراع والخلق، فمعنى لا إله إلا الله: لا خالق الا الله" (٣).

فمن أين لهم هذا التقسيم؟ وإذا كان تقسيم أهل السنة بدعة، فماذ يكون تقسيمهم؟

خامسا: أن قول عثمان النابلسي: "وعلى هذا فإن التوحيد إما أن يوجد بقسميه وإما أن يُعدم بقسميه" (٤).


(١) التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير: ٣٠.
(٢) انظر: الملل والنحل: ١/ ٤٢، الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به: ٣٣ - ٣٤.
(٣) موقف ابن تيمية من الأشاعرة: ٣/ ٩٤٦، وانظر: أصول الدين للبغدادى: ١٢٣، والملل والنحل: ١/ ١٠٠.
(٤) الرؤية الوهابية للتوحيد: ٣٦.

<<  <   >  >>