للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو جعفر: فقد أخبر رسول الله ، أن الله ﷿ قد نسخ الكلام في الصلاة، ولم يستثن من ذلك شيئا، فدل ذلك على كل الكلام الذي كانوا يتكلمون في الصلاة. فهذا وجه هذا الباب من طريق تصحيح معاني الآثار.

وأما وجه ذلك من طريق النظر، فإنا قد رأينا أشياء يدخل فيها العباد تمنعهم من أشياء. فمنها الصلاة تمنعهم من الكلام والأفعال التي لا تفعل فيها. ومنها الصيام يمنعهم من الجماع والطعام والشراب. ومنها الحج والعمرة، تمنعانهم من الجماع والطيب واللباس، ومنها الاعتكاف، يمنعهم من الجماع والتصرف. فكان من جامع في صيامه أو أكل أو شرب ناسيا مختلفا في حكمه.

فقوم يقولون (١): لا يخرجه ذلك من صيامه، تقليدا لآثار رووها.

وقوم يقولون (٢): قد أخرجه ذلك من صيامه، وكل من جامع في حجته أو عمرته أو اعتكافه متعمدا أو ناسيا فقد خرج بذلك مما كان فيه من ذلك. فكان ما يخرجه من هذه الأشياء إذا فعل ذلك متعمدا فهو يخرجه منها إذا فعله غير متعمد، وكان الكلام في الصلاة يقطع الصلاة إذا كان على التعمد كذلك.


(١) قلت أراد بهم: الأوزاعي، والليث، والثوري،، وأبا حنيفة وأصحابه، والشافعي، وأحمد في رواية، ومالكا في رواية، وبعض أهل الظاهر ، كما في النخب ٩/ ١١٥.
(٢) قلت أراد بهم: عطاء بن أبي راح، ومالكا في رواية، وأحمد في رواية، وبعض الظاهرية ، كما في النخب ٩/ ١١٦.