للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فهذا أنس قد أخبر أن مُدّ رسول الله رطلان، والصاع أربعة أمداد. فإذا ثبت أن المد رطلان، ثبت أن الصاع ثمانية أرطال.

فإن قال قائل: إن أنس بن مالك قد روي عنه خلاف هذا. فذكر ما

٢٩٤٤ - حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: ثنا شعبة، قال: أنا عبد الله بن عبد الله بن جبر، سمع أنس بن مالك يقول: إن النبي كان يتوضأ بالمكوك (١)، ويغتسل بخمس مكاكي (٢).

قال: فهذا الحديث يخالف الحديث الأول. قيل له: ما في هذا عندنا خلاف له، لأن حديث شريك إنما فيه أن رسول الله كان يتوضأ بالمد، وقد وافقه على ذلك عتبة بن أبي حكيم فروى عن عبد الله بن جبر نحوا من ذلك.

فلما روى شعبة ما ذكرنا عن عبد الله بن جبر، احتمل أن يكون أراد بالمكوك المد؛ لأنهم كانوا يسمون المد مكوكا، فيكون الذي كان يتوضأ به مدًّا، ويكون الذي يغتسل به خمسة مكاكي، يغتسل بأربعة منها، وهي أربعة أمداد، وهي صاع، ويتوضأ بآخر، وهو مد.


(١) قال ابن الأثير: المكوك المد، وقيل: الصاع والأول أشبه.
(٢) إسناده صحيح.
وأخرجه الدارمي (٦٨٩) من طريق أبي الوليد الطيالسي به.
وأخرجه أحمد (١٢١٠٥)، ومسلم (٣٢٥) (٥٠)، والنسائي ١/ ١٢٧، وابن خزيمة (١١٦)، وأبو عوانة ١/ ٢٣٢، وابن حبان (١٢٠٣ - ١٢٠٤) والبيهقي ١٩٤١، والبغوي (٢٧٧) من طرق عن شعبة به.
وأخرجه البخاري (٢٠١)، ومسلم (٣٢٥) (٥١) من طريق مسعر بن كدام، عن عبد الله بن جبر به.