للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٤١٣ - حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، قال: ثنا محمد بن قدامة، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن يوسف بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال "كانت لزمعة جارية يطؤها، وكان يظن برجل آخر أنه يقع عليها، فمات زمعة وهي حبلى، فولدت غلاما كان يشبه الرجل الذي كان يظن بها، فذكرته سودة لرسول الله فقال: "أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه، فإنه ليس لك بأخ" (١).

ففي هذا الحديث أن زمعة كان يطأ تلك الأمة، وأن رسول الله قال لسودة: "ليس هو لك بأخ" يعني ابن الموطوءة.

فدل هذا أن رسول الله لم يكن قضى في نسبه على زمعة بشيء، وأن وطئ زمعة لم يكن -عنده- بموجب أن ما جاءت به تلك الموطوءة من ولد منه فإن قال قائل: ففي هذا الحديث أن رسول الله قال "أما الميراث فله" فهذا يدل على قضائه بنسبه.

قيل له: ما يدل ذلك على ما ذكرت، لأن عبد بن زمعة قد كان ادعاه، وزعم أنه ابن أبيه، لأن عائشة قد أخبرت في حديثها الذي ذكرناه عنها في أول هذا


(١) إسناده جيد، من أجل يوسف بن الزبير.
وهو عند المصنف في شرح مشكل القرآن (٤٢٥٧) بإسناده ومتنه.
وأخرجه النسائي في المجتبى ٦/ ١٨٠ - ١٨١، وأبو يعلى (٦٨١٣)، والدارقطني ٤/ ٢٤٠، والحاكم ٤/ ٩٦ - ٩٧، والبيهقي ٦/ ٨٧ من طريق جرير بن عبد الحميد به.