للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما ما روي عن أم حبيبة في اغتسالها لكل صلاة، فوجه ذلك عندنا -والله أعلم- أنها كانت تتعالج به.

فهذا حكم هذا الباب من طريق الآثار، وهي التي يحتج بها فيه.

ثم اختلف الذين قالوا (١) إنها تتوضأ لكل صلاة.

فقال بعضهم (٢): تتوضأ لوقت كل صلاة وهو قول أبي حنيفة وزفر، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن رحمهم الله تعالى.

وقال آخرون (٣): بل تتوضأ لكل صلاة، ولا يعرفون ذكر الوقت في ذلك.

فأردنا نحن أن نستخرج من القولين، قولا صحيحا.

فرأيناهم قد أجمعوا أنها إذا توضأت في وقت صلاة، فلم تصل حتى خرج الوقت، فأرادت أن تصلي بذلك الوضوء، أنه ليس ذلك لها حتى تتوضأ وضوءا جديدا.

ورأيناها لو توضأت في وقت صلاة فصلّت، ثم أرادت أن تتطوع بذلك الوضوء كان ذلك لها ما دامت في الوقت.

فدل ما ذكرنا أن الذي ينقض تطهرها هو خروج الوقت، وأن وضوءها يوجبه الوقت لا الصلاة، وقد رأيناها لو فاتتها صلوات فأرادت أن تقضيهن كان لها أن تجمعهن في وقت صلاة واحدة بوضوء واحد.


(١) قلت أراد بهم: الأئمة الأربعة ومن تبعهم، كما في النخب ٣/ ٢٣٦.
(٢) قلت أراد بهم: أبا حنيفة وأصحابه ، انظر المصدر السابق.
(٣) قلت أراد بهم: الشافعية ومن تبعهم ، انظر المصدر السابق.