للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فهذا ابن عمر يخبر عن حفصة أنهم كانوا لا يؤذنون للصلاة إلا بعد طلوع الفجر.

وأمر النبي أيضا بلالا أن يرجع فينادي: "ألا إن العبد قد نام" يدل على أن عادتهم أنهم كانوا لا يعرفون أذانا قبل الفجر.

ولو كانوا يعرفون ذلك أذانا لما احتاجوا إلى هذا النداء، وأراد به عندنا والله أعلم - بذلك النداء، إنما هو ليعلمهم أنهم في ليل بعد حتى يصلي من آثر منهم أن يصلي ولا يمسك عما يمسك عنه الصائم.

وقد يحتمل أن يكون بلال كان يؤذن في وقت يرى أن الفجر قد طلع فيه ولا يتحقق له ذلك لضعف بصره.

والدليل على ذلك ما

٨٠٣ - حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أحمد بن إشكاب (ح).

وحدثنا فهد قال: ثنا شهاب بن عباد العبدي قالا: ثنا محمد بن بشر، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله : "لا يغرنكم أذان بلال فإن في بصره شيئا" (١).

فدل ذلك على أن بلالا كان يريد الفجر فيخطئه لضعف بصره.


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/ ٩، وأحمد (١٢٤٢٨)، والبزار (٩٨٢ كشف الاستار)، وأبو يعلى (٢٩١٧) من طريق محمد بن بشر به.