للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن يحيى كاتب العمري ثنا المفضل يعني ابن فضالة عن عمرو بن يزيد عن مسروق: أن ابن عباس رضي الله عنهما دخل على خالته ميمونة رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما لك يا ابن أختي شعثًا؟

فقال: قد كانت مرجلتي أم عمارة حائضًا.

قالت: فما بال الحيضة من اليد؟ لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستدفئ في حجر المرأة من نسائه ثم يقعد هو في حجرها، ولقد رأيته تعطيه المرأة الخمرة وهي حائض (١).

قول الترمذي (٢) فيه: ليس بإسناده بأس، حكم على السند دون المتن، وظاهر هذا أنه لم يرتق عنده إلى درجة التحسين وأن يحكم على الحديث بالحسن بذلك، وإن كان الإسناد عنده قابلًا لأن يوصف الحديث المروي به بالحسن إذا استكملت فيه الشروط التي ذكرها في الحسن، لكنه لما لم يذكر في بابه شيئًا عن أحد من الصحابة، ولا نبه على شاهد له ولا متابع بقي كالحديث الفرد في باب عن متكلم فيه غير موثق، فلم يبلغ الحديث درجة الحسن، وإن كان راويه عنده غير مردود من كل وجه لأنه لم يستكمل الشروط لتفرده به.

قال القاضي أبو (٣) بكر بن العربي -رحمه الله-: هذا حديث لم يصح ولم


= عبد الرزاق كذا رسمت شهر، وفي "السير" (١٨/ ١٤٩): شمة بالفتح والتخفيف.
وقد قيده بعضهم شمة بالكسر كسمة، وكذا وجد بخط أبي العلاء العطار.
(١) الحديث رواه النسائي (٢٧٣) وأحمد (٦/ ٣٣١) وحسنه الألباني في "الإرواء" (١/ ٢١٣) من طريق أخرى.
وقوله: وفي الباب مما لم يذكره ... إلى هنا تفردت بها نسخة السندي.
(٢) انظر الجامع (١/ ٢١١).
(٣) عارضة الأحوذي (١/ ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>