للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام عليه بما فيه مغنى، وأن أحمد وإسحاق والحميدي كانوا يحتجون بحديثه وأنه متكلّم فيه من قبل حفظه.

وأما أبو محمَّد (١) بن حزم فإنه ذكر هذا الحديث، ثم رده بأنواع من الرد ليس منها ما يستقرّ على النقد ولم يعلله بابن عقيل (٢)، وذلك يقتضي أنّه عنده مقبول إلّا أن يكون يرى أنَّه استغنى بإعلاله بغيره مما علله به الانقطاع بين ابن جريج وابن عقيل (٣)، وزعم أن ابن جريج لم يسمعه من ابن عقيل بينهما فيه النعمان بن راشد وذكره بسنده وضعّف، فإن ابن راشد هذا قال: ورواه أيضًا عن ابن عقيل شريك وزهير بن محمَّد وكلاهما ضعيف. قال: وأيضًا فعمر بن طلحة غير مخلوق، ولا يعرف لطلحة ابن اسمه عمر.

فأمّا ما رده به من الانقطاع بين ابن جريج وابن عقيل من ضعف الواسطة


(١) المحلى (٢/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٢) قال ابن حزم في المحلى (٢/ ١٩٤ - ١٩٥):
"أما هذان الخبران فلا يصحان، أما أحدهما فإن ابن جريج لم يسمعه من عبد الله بن محمَّد بن
عقيل، كذلك حدثناه همام عن عباس بن أصبغ عن ابن أيمن عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه -وذكر هذا الحديث- فقال:
قال ابن جريج حدثت عن ابن عقيل ولم يسمعه.
قال أحمد وقد رواه ابن جريج عن النعمان بن راشد.
قال أحمد والنعمان يعرف فيه الضعف.
وقد رواه أيضًا شريك وزهير بن محمَّد وكلاهما ضعيف وعن عمرو بن ثابت وهو ضعيف، وأيضًا فعمر بن طلحة غير مخلوق، لا يعرف لطلحة ابن اسمه عمر.
وأما الآخر، فمن طريق الحارث بن أبي أسامة وقد ترك حديثه فسقط الخبر جملة".
قلت: وقد رد على ابن حزم قوله هذا، فقال الحافظ الذهبي: "هذا يدل على قلة معرفة المؤلف، إذ يسقط هذا الحديث برواية الحارث له، كأنه لم يروه إلا الحارث، وقد رواه جماعة غيره، وقد صححه الترمذي وأخرجه هو وأبو داود" أهـ انظر هامش المحلى.
(٣) ولم أر من تعرض لذلك من العلماء، مع بحثي في كتب المراسيل وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>