للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أم حبيبة بنت جحش أن تغتسل عند كل صلاة، ولكنه شيء فعلته هي، كما هو عند التِّرمذيّ.

قال البيهقي (١): والصحيح رواية الجمهور عن الزُّهريّ، وليس فيها الأمر بالغسل إلَّا مرَّة واحدة، ثم كانت تغتسل عند كل صلاة من عند نفسها.

ورويناه (٢) من طريق الأوزاعي عن ابن أبي ذئب، عن الزُّهريّ، عن عروة وعمرة، عن عائشة.

ورويناه من طريق سفيان وإبراهيم بن سعد وعمرو بن الحارث كلهم عن الزُّهريّ، ومن أصحاب الزُّهريّ من يقول فيه عنه، عن عروة عن عائشة، ومنهم من يقول عنه عن عمرة عن عائشة، ومنهم من يجمع بينهما.

قال الدارقطني: وهو صحيحٌ من رواية الزُّهريّ عن عروة وعمرة جميعًا.

وروينا من طريق الدَّارميّ (٣): أنا يزيد بن هارون، ووهب بن جرير، عن هشام صاحب الدستوائي، عن يَحْيَى بن أبي كثير، عن أبي سلمة: أن أم حبيبة -وقال وهب: أم حبيب بنت جحش- كانت تهراق الدَّم، وأنها سألت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك (٤) فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة، وتصلي.

كذا وقع في هذه الرّواية عن وهب: أم حبيب (٥)، وكذلك كان شيخنا الإمام الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي -رحمه الله تعالى- يقول: زينب


(١) السنن (١/ ٣٥٠).
(٢) انظر السنن الكبرى (١/ ٣٤٩).
(٣) السنن (١/ ٢٤٠) برقم ٩٠١.
(٤) في السنن ذاك.
(٥) قال الحافظ ابن عبد البر: أم حبيبة ويقال أم حبيب وأكثرهم يسقطون الهاء.
الاستيعاب (٤/ ١٩٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>