للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه، قبل احتراق كتبه، لا فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين، بعد احتراق كتبه، لا فيها مما ليس من حديثه (١).

وقال أبو بكر الخطيب: حدث عن ابن لهيعة: سفيان الثوري، ومحمد بن رمح، وبين وفاتيهما أربع وتسعون سنة (٢).

ومات ابن لهيعة سنة أربع وسبعين ومئة، في خلافة هارون، وصلى عليه داود بن يزيد الأمير، وكان مولده في سنة سبع وتسعين.

وقال ابن أبي خيثمة: "سمعت ابن معين يقول: ليس بذاك". قال: "وقال -مرة-: ليس حديثه بالقوي".

وقال الآجري: قال أبو داود: أنكر ابن أبي مريم احتراق كتبه، وقال: لم يحترق له ولا كتاب، إنما أراد أن يوقفوا (٣) عليه أمير مصر، فأرسل إليه خمس مئة دينار.

قال أبو داود (٤): سمعت أحمد يقول: من كان مثل ابن لهيعة بمصر، في كثرة حديثه، وضبطه، وإتقانه؟

وحدث عنه أحمد بحديث كثير.

قال أبو داود: سمعت قتيبة بن سعيد، يقول لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب، أو ابن أخيه -يعني ابن أخي ابن لهيعة- إلا ما كان من حديث الأعرج.


(١) "المجروحين" (٢/ ١٢).
(٢) "السابق واللاحق" (٩٨)، وفيه: حدث عنه عمرو بن الحارث وابن رمح لكن جمع بينهما المزي في "تهذيب الكمال": عمرو بن الحارث والثوري.
(٣) غير واضحة في الأصل، وفي "تهذيب الكمال": يرفقوا من الرفق.
(٤) "السؤالات" (٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>