للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سمعت طاوسًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتى أحدكم البراز، فليكرم قبلة الله -عزَّ وجلَّ- فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها".

رواه الدارقطني مسندًا، ومرسلًا، وكرواية عبد الرزاق، رواه وكيع عن زمعة، وكذلك رواه عبد الله بن وهب عن زمعة، عن سلمة، وابن طاوس، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا.

ورواه سفيان بن عيينة: أنه سمع طاوسًا ولم يرفعه.

وقال ابن المديني: قلت لسفيان: أكان زمعة يرفعه؟ قال: نعم، وسألت سلمة عنه، فلم يعرفه، -يعني: لم يرفعه-.

وذكر عبد الحق: أن أحمد بن الحسن الضري، أسنده، وهو متروك، فقدح في مسنده، لا في مرسله.

وقال ابن القطان (١): إن مرسله يدور على زمعة بن صالح، ضعفه أحمد، وأبو حاتم.

فالعمل فيه متروك اتفاقًا فهذه مقدمة على علة الإرسال لأن تلك مختلف فيها، وهذه متفق عليها (٢).

وقال الشافعي -في رواية الربيع عنه-: حديث طاوس هذا مرسل وأهل الحديث لا يثبتونه، ولو ثبت كان كحديث أبي أيوب، وحديث ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسند حسن الإسناد، وأولى أن يثبت منه -لو خالفه-، وإن كان قال طاوس: حق على كل مسلم أن يكرم قبلة الله أن يستقبلها، فإنما سمع -والله أعلم- حديث أبي أيوب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل ذلك على إكرام القبلة؛ وهي أهل أن تكرم،


(١) "بيان الوهم" (٦٤٥).
(٢) في الأصل: فالعمل فيه متروك أبدًا (والعلة) مقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>