للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعنا من فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني حدثت به أو سئلت أو أني عمرت في الدنيا عمر نوح في قومه. رويناه من طريق الدارمي (١)، عن سعيد.

فهذا غاية التثبت، وهبك أن أوثق أهل الأرض خالفه فيه فوقفه على ابن عباس فكان ماذا؟

وإذا جاز أن يكون الخبران المرفوع والموقوف عند شعبة فحين أكثر عليه في المرفوع اكتفى بالتحديث بالموقوف فليس في ذلك ما يقدح في المرفوع.

وأبعد من هذا الاحتمال أن يكون شكَّ في رفعه في ثاني حال فوقفه.

فإن كان هذا وهو بعيد فلا تباله أيضًا، بل لو نسي الحديث بعد أن حدث به وحفظه عنه ثقة لم يضره (٢)، فإن أبيت إلا أن يكون شعبة رجع عن رفعه فقد كان عمرو بن قيس الملاني يرفعه عن الحكم وهو ثقة (٣) روينا حديثه بذلك عن طريق النسائي (٤) عن الحسن الزعفراني عن محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عنه.

ورفعه أيضًا عن عبد الحميد قتادة روينا حديثه من طريق النسائي (٥) عن


(١) السنن (١/ ٢٧٠) مع اختلاف يسير ونحوه عند ابن الجارود في المنتقى (١/ ١١٦) برقم ١٠٩.
(٢) قال ابن الصلاح: ومن روى حديثًا ثم نسيه لم يمن ذلك مسقطًا للحديث وجاز العمل به عند جمهور أهل الحديث وجمهور الفقهاء والمتكلمين.
ثم قال: والصحيح ما عليه الجمهور؛ لأن المروي عند بصدد السهو والنسيان، والراوي عنه ثقة جازم فلا يرد بالاحتمال روايته.
علوم الحديث (١٠٥ - ١٠٦)، الكفاية (٢٢١)، التقييد والإيضاح (١٣٠ - ١٣٢).
(٣) وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والنسائي وغيرهم.
انظر: تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٠١ - ٢٠٢) برقم ٤٤٣٦.
(٤) في السنن الكبرى (٥/ ٣٤٦ - ٣٤٧) برقم ٩١٠٠.
(٥) السنن الكبرى (٥/ ٣٤٧) برقم ٩١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>