للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خشيش بن أصرم، عن روح وعبد الله بن بكر، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة (١).

وأما الزادون لهذا الحديث باضطراب متنه في الجملة لا بالنسبة إلى راوٍ معين فقد قال أبو الحسن (٢) بن القطان: هذا عندي خطأ من الاعتلال. والصواب أن ينظر (٣) إلى رواية كل راوٍ بحسبه، ويعلم ما خرج عنه فيها، فإن صح من طريق قبل ولا يضره أن يروى من طرق أخر ضعيفة فيما إذا ذكر الراوي فيه بدينار وروي: بنصف دينار، وروي باعتبار صفات الدم، وروي دون اعتبارها، وروي باعتبار أول الحيض وآخره، وروي دون ذلك، وروي بخمسي دينار، وروي بعتق نسمة؛ قامت من هنا (٤) في الذهن صورة سواء وهو عند التبين والتحقيق لا يضره، ثم أخذ في تصحيح حديث عبد الحميد، عن مقسم فقال: كما تقدم وهو صحيح من حيث الإسناد كما بيناه.

وأما المتن فقد قال أبو داود (٥): هكذا الرواية الصحيحة قال: دينار أو نصف دينار، ويحتمل في لفظة (أو) أن تكون شكًّا من الراوي، وأحسن منه أن تكون للتنويع، فيكون في معنى حديث عبد الكريم، عن مقسم في مبدأ الدم كما جاء أو في حمرته بدينار، وبعد ذلك في ثاني حاله بنصف دينار، ويتفق بذلك كثير من ألفاظ هذا الحديث.

وأما ما روي فيه من (خمسي دينار) أو من (عتق نسمة) فما منها شيء يعتمد عليه ولا يطعن به على حديث مقسم قاله ابن القطان (٦).


(١) انظر الإمام (٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦) وبيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٧٨ - ٢٨٠).
(٢) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٧٦) مع اختلاف يسير.
(٣) عند ابن القطان تنظر بدل ينظر.
(٤) عند ابن القطان من هذا بدل من هنا.
(٥) السنن (١/ ١٣٣) برقم ٢٦٤.
(٦) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٧٩ - ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>