للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن، عن ابن مسعود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: كيف بك يا أبا عبد الرحمن إذا كان عليك أمراء يطفئون السنة ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها؟ قال: فكيف تأمرني يا رسول الله؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يسألني ابن أم عبد كيف يفعل! لا طاعة لمخلوق في معصية الله".

فإن ظن ظانٌّ أن في هذا الخبر (١) أنهم كانوا يؤخرونها حتى يخرج الوقت كله، ولهذا استحقوا اسم العصيان لله، قيل له: يحتمل أن يكون قوله خرج على جملة طاعة الله وعصيانه في سائر الأمور، وعلى أنه لا يؤمن على من كان شأنه تأخيرها أبدًا أن يفوته الوقت (٢).

روى معمر عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: إنكم في زمان قليل خطباؤه، كثير علماؤه يطيلون الصلاة ويقصرون الخطبة، وإنه سيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه يطيلون الخطبة ويؤخرون الصلاة حتى يقال: هذا شرق الموتى، قلت (٣): وما شرق الموتى؟ قال: إذا اصفرت الشمس جدًّا فمن أدرك (٤) فليصل الصلاة لوقتها، وإن (٥) احتبس فليصل معهم وليجعل صلاته وحده الفريضة، وصلاته معهم تطوعًا.

ومما يدل على ذلك أن الفقهاء في ذلك الزمان كانوا يصلون معهم ويأمرون بذلك.

ذكر ابن جريج عن عطاء قال: أخر الوليد مرة الجمعة حتى أمسى، قال:


(١) زاد في التمهيد دليلًا على.
(٢) التمهيد (٨/ ٥٧ - ٥٨).
(٣) وفي المطبوع من التمهيد قال له.
(٤) زاد في المطبوع ذلك.
(٥) في التمهيد فإن بدل وإن.

<<  <  ج: ص:  >  >>