للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله أعلم أنه أخرها حتى خرج الوقت المستحب المرغوب فيه، ولم يؤخرها حتى غربت الشمس.

وفي قوله: يومًا، ما يشعر بندور ذلك، وأنه لم يكن عادةً له، ولو كان ذلك يكثر منه لما قال: يومًا، وقد كانت ملوك بني أمية تؤخر الصلاة (١).

قال ابن (٢) عبد البر: كان ذلك شأنهم قديمًا من زمن عثمان، وقد كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط يؤخرها في زمان عثمان، وكان ابن مسعود ينكر ذلك عليه، ومن أجله حدث ابن مسعود بالحديث (٣)، وهو قوله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها؟ " قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال: "صل الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحة" (٤).

ذكره أبو (٥) داود وغيره من حديث عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود.

ذكر (٦) عبد الرزاق عن معمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن القاسم بن عبد الملك؛ قال: أخر الوليد بن عقبة الصلاة يومًا، فأمر ابن مسعود المؤذن فثوب بالصلاة، ثم تقدم بالصلاة فصلى الناس، فأرسل إليه الوليد: ما صنعت؟ أجاءك من أمير المؤمنين حدث أم ابتدعت؟ فقال ابن مسعود: كل ذلك لم يكن، ولكن أبى الله ورسوله أن ننتظرك لصلاتنا وأنت في حاجتك.

وذكر معمر أيضًا عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن القاسم بن


(١) التمهيد (٨/ ٥٦) بتصرف يسير.
(٢) التمهيد (٨/ ٥٦).
(٣) زاد في التمهيد في ذلك.
(٤) وليس الحديث موجودًا في المطبوع من كتاب التمهيد.
(٥) السنن كتاب الصلاة (١/ ٢١٥ - ٢١٦) برقم ٤٣٢ باب إذا أخر الصلاة عن الوقت.
(٦) قاله ابن عبد البر كما في التمهيد (٨/ ٥٧ - ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>