للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عروة، عن زيد بن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الظهر بالهاجرة.

وأما حديث جابر بن سمرة فرواه مسلم من حديث شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر إذا دحضت الشمس.

وفي الباب مما لم يذكره هنا حديث أم سلمة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد تعجيلًا للظهر، وقد ذكره في باب ما جاء في تأخير العصر.

وفيه عن ابن أبي أوفى قال: سافرت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة سفرة فكان يصلي الظهر ولو وضعت جبنًا في الرمضاء لأنضجه ... الحديث.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" (١): سألت أبي عن حديث حدثنا به عبد الرزاق بن عمر الدمشقي، عن محمد بن عيسى بن سميع، عن معاوية بن سلمة البصري الكوفي، عن طرفة عن عبد الله بن أبي أوفى، فقال أبي: أحسب أن هذا الحديث من حديث ابن جحادة ومعاوية بن سلمة لم يدرك طرفة، فأرى: أن معاوية روى عن محمد بن جحادة [وقد ترك من الإسناد محمد بن جحادة]، قلت: ما حال معاوية بن سلمة؟ قال: أرى حديثه مستقيمًا.

قوله في هذه الأحاديث: دحضت الشمس: أي زالت وزلقت، والدحض الزلق، ودحضت -بفتح الدال والحاء المهملتين، وبعدها ضاد معجمة-، وكذلك قوله في بعضها: زاغت الشمس: أي مالت عن وسط السماء، وكل شيء مال وانحرف عن الاعتدال فقد زاغ؛ قال الله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}.

وأجمع علماء المسلمين أن أول وقت الظهر زوال الشمس عن كبد السماء


(١) "العلل" (٤٤٨)، والزيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>