للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتاج إلى تعقب: فأما ما تضمن من أن البخاري أخرج له أصلًا، فقد استدرك هو وبين أنه عنده معلق عن سفيان، لكنه تضمن من غير استدراك، أن ليس له من هذا اللفظ في "صحيح البخاري" إلا ذلك الموضع، واستدرك عليه بعض المتأخرين فقال: وقد ذكر البخاري (١) في "باب التهجد بالليل"، وقال سفيان -يعني: ابن عيينة-: وزاد عبد الكريم أبو أمية "لا حول ولا قوة إلا بالله".

وأما ما ذكره غير (٢) مسلم، فقد ذكر مثله الحافظ عبد الغني المقدسي أيضًا، وزعم أن مسلمًا أخرج له أصلًا -يعني: الحديث المذكور- وإن لم يصرح به.

وزعم بعض الحفاظ أن مسلمًا لم يخرج لابن أبي المخارق، وأن عبد الكريم في ذلك الحديث هو الجزري؛ وهو الصواب إن شاء الله، فإن مسلمًا صرح به أولًا، ثم أحال على ما سبق عنده، فقال: ثنا يحيى بن يحيى؛ قال: ثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد.

وثنا أبو بكر والناقد وزهير، عن ابن عيينة، عن عبد الكريم، عن مجاهد.

لم يزد على ذلك، ثم ساق الحديث بعد ذلك من طريق: ابن أبي نجيح


(١) علقه البخاري (١١٢٠)، وانظر "مختصر البخاري" (١/ ٣٣٣) للالباني، وهو عند مسلم موصولًا (٧٦٩)، كما هو عند البخاري من غير طريق عبد الكريم.
قال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص ٤٢١): " .. متروك عند أثمة الحديث، وقد ذكره أبو الوليد الباجي في "رجال البخاري" من أجل زيادة وقعت في حديث سفيان بن عيينة عن سليمان عن طاوس عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد .. " الحديث.
أورده البخاري في "كتاب التهجد" وقال في آخره: قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية -يعني عن طاوس-: "ولا حول ولا قوة إلا بالله". ولم يقصد البخاري الاحتجاج به، وإنما أورده كما حصل عنده، واحتجاجه إنما هو بأصل الحديث عن سليمان كعادته في ذلك ... ".
(٢) كذا ولعلها: عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>