والكرى: النوم، والتعريس: النزول من آخر الليل، قاله الخليل.
وقال أبو زيد: التعريس النزول أي وقت كان من ليل أو نهار. وفي الحديث: يعرسون في نحر الظهيرة.
واكلأ: أي احفظ، قال ابن هرمة:
إن سليمى والله يكلؤها ... ضنت بأمر ما كان يرزؤها
أي: يحفظها.
وفي الحديث عند البخاري أنهم طلبوا التعريس منه فقال:"أخاف أن تناموا"، فقال بلال: أنا أوقظكم. فحينئذ عرس ووكل بلالًا بحفظ الفجر، فكان من حسن فراسته وصدق ظنه أن وقع ذلك.
وفيه: ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اختلف في هذا الفزع وفي سببه، فقال الأصيلي: كان لأجل عدوهم أن يكون اتبعهم فيجدهم على غرة. ورده أبو عمر، وقيل: لما فاتهم من أمر الصلاة، ولم يكن عندهم حكم من ذلك، ويدل على هذا قولهم: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا؟ وهذا بين في حقهم، وقد يكون الفزع بمعنى مبادرتهم إلى الصلاة كما قال:"فافزعوا إلى الصلاة" أي: بادروا إليها.
وقد يكون فزع النبي - صلى الله عليه وسلم - إجابة الفزعين من أصحابه وإغاثتهم فيما نزل بهم، يقال: فزعت: استغثت، وفزعت: أغثت.
وقول بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك؛ في معرض الاعتذار مما كان التزمه ولم يقم به، والنفس هنا هي التي تتوفى بالنوم والموت كما قال تعالى:{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}، وهي المناداة في قوله تعالى:{يا أيتها النفس المطمئنة}، وقد وقعت العبارة عنها في بعض ألفاظ الحديث