للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأذان أحب إلي من الإمامة.

وعن أبي محذورة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمناء المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون" أخرجه البيهقي من طريق يحيى بن عبد الحميد وفيه كلام.

وقد تقدم حديث ابن عباس: "ليؤذن لكم خياركم"، عن أبي داود وابن ماجه.

والضمان في اللغة هو الكفالة والحفظ والرعاية، قال الهروي وغيره قال الشاعر:

رعاك ضمان الله يا أم مالك

وقيل في معناه هنا أربعة أوجه:

الأول: أنهم ضمناء لما عانوا عليه من الإسرار بالقراءة والذكر، حكي عن الشافعي في "الأم".

الثاني: المراد ضمان الدعاء أن يعم القوم به ولا تخص نفسه به.

الثالث: لأنه يتحمل القيام والقراءة عن المسبوق (١).

وقال الخطابي: معناه: أنه يحفظ على القوم صلاتهم وليس هو من الضمان الموجب للغرامة.

وأما أمانة المؤذنين فقيل لأنهم أمناء على مواقيت الصلاة وقيل أمناء على حُرم الناس لأنهم يشرفون على المواضع العالية وقيل أمناء في تبرعهم بالأذان.

وقد اختلف الفقهاء هل يجري بين الأذان والإمامة تفضيل أو لا؟ فمنعه


(١) لم يذكر الوجه الرابع، والإشارة إليه هنا، وفي هامش نسخة السندي الإشارة إلى ذلك: ... الوجه الرابع، وهو يبيض لي أنا ... اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>