بعضهم وقال: هما سواء حكاه صاحب "البيان" والرافعي، وقال بإجراء التفضيل بينهما آخرون واختلفوا، فقال بعضهم: الأذان أفضل وهو نص الشافعي في "الأم" وإليه ذهب العراقيون والسرخسي والبغوي [وآخرون].
قال المحاملي منهم: لأن الأمين متطوع بعمله والضامن يجب عليه فعل ذلك وذكروا قوله - عليه السلام -: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" أي أكثرهم تشوفًا إلى رحمة الله تعالى إذ المتشوف إلى الشيء يُطيل عنقه نحوه.
وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق طالت أعناقهم لئلا يغشاهم ذلك العرق والكرب.
وقيل معناه: أنهم رؤساء والعرب تصف السادة بطول الأعناق.
قال الشاعر:
يشبهون سيوفًا في صرامهم ... وطول أنضية الأعناق واللمم
النّضي ما بين الرأس والكاهل من العنق.
وقيل أكثر الناس أتباعًا.
وقال ابن الأعرابي: أكثر الناس أعمالًا.
وفي الحديث:"تخرج من النار عنق" يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة منه.
قال القاضي عياض: ورواه بعضهم إعناقًا بكسر الهمزة وهو ضرب من السير أي إسراعًا يعني إلى الجنة.
والعنق ضرب من السير، ومنه: لا يزال الرجل معنقًا ما لم يُصيب دمًا.