للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخرون: إنما يقول مثل ما يقول المؤذن في التشهد دون التكبير ودون سائر الأذان واحتجوا بحديث رواه الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم المؤذن يتشهد فقولوا مثل قوله"، وبحديث سعد بن أبي وقاص الآتي بعد هذا ولفظه: "من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولًا وبالسلام دينًا غفر له".

ومن قال بهذا الحديث يقول إنه لا يلزم من سمع المؤذن أن يأتي بألفاظه إذا أتي (١) بمعناه من التشهد والإخلاص والتوحيد.

ومن حجة من ذهب هذا المذهب أيضًا حديث عائشة أنه - عليه السلام - كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: "وأنا وأنا"، والمشهور في هذه المتابعة أنها سنة ليست بواجبة وحكى الطحاوي خلافًا لبعض السلف في إيجابها.

قال أصحابنا: ويستحب لسامع المؤذن أن يتابعه في ألفاظ الأذان ويقول في الحيلتين لا حول ولا قوة إلا بالله ويقول إذا سمع المؤذن لصلاة الصبح يقول الصلاة خير من النوم استحب له أن يقول: صدقت وبررت هذا هو المشهور وحكى الرافعي وجهان: أنه يقول صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة خير من النوم ويستحب أن يتابعه في ألفاظ الإقامة إلا أنه يقول في كلمة الإقامة: أقامها الله وأدامها هكذا قطع به الأصحاب إلا الغزالي فحكى في "البسيط" عن صاحب "التقريب" وجهًا أنه لا يستحب متابعته إلا في كلمة الإقامة وهذا شاذ ضعيف.


(١) كذا الأصل، وفوقها إشارة إلى الهامش، وفيه: بل، وعليها علامة الصحة. فهل يكون: إذا أتى بل بمعناه!! لا يكون. والله أعلم.
وفي نسخة السندي كذلك، وأظن صوابه: بألفاظه ذاتها، بل بمعناه من ... والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>