فقضى الصلاة فرأى رجلًا فردًا خلف الصف فوقف عليه نبي الله حين انصرف قال:"استقبل صلاتك لا صلاة للذي خلف الصف". رواه الإمام أحمد وابن ماجه وهذا لفظه.
وفي رواية للإمام أحمد أنه قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف فرأى رجلًا يصلي فردًا خلف الصف فوقف نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف الرجل فقال له:"استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصف". رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان.
ملازم وابن بدر ثقتان وعبد الرحمن وثقه ابن حبان فرواته ثقات معروفون.
وقال أبو محمد بن حزم: وما نعلم أحدًا عاب عبد الرحمن بأكثر من أنه لم يرو عنه إلا عبد الله بن بدر وهذا ليس جرحًا. انتهى.
عبد الرحمن هذا روى عنه أيضًا ابنه محمد ووعلة بن عبد الرحمن بن وثاب (١) وقد وثقه ابن حبان كما ذكرنا وروى له أبو داود وابن ماجه.
وحديث ابن عباس لعله الآتي في الباب بعد هذا.
وقد اعتل به قوم ممن رأى جواز صلاة المنفرد خلف الصف ولا وجه للاعتلال به كما سنذكره.
وقد اختلف السلف في صلاة المأموم خلف الصف وحده فقالت طائفة: لا يجوز وممن قال به بذلك النخعي والحكم والحسن بن صالح وأحمد وإسحاق.
وأجاز ذلك الحسن البصري والأوزاعي ومالك والشافعي وأصحاب الرأي.
وفرق آخرون بين الرجل والمرأة في ذلك فرأوا على الرجل الإعادة دون المرأة