للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحروف، وهمز الإنسان اغتابه، قال عزَّ وجلَّ: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} يقال: رجل هامز وهمّاز وهمزة، قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} وقال الشاعر:

وإن أغيب فأنت الهامز اللمزة

وقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} وأما تفسير الهمز والنفث والنفخ الذي وقع بالموتة والشعر والكبر كما تقدم غير منسوب إلى قائله، فقد روينا الخبر عن أبي سعيد الخدري بذلك من طريق الدارمي أنا زكريا بن عدي أنا جعفر بن سليمان به ثم قال عند تمامه قال جعفر: وفسره مطر: همزه الموتة ونفثه الشعر ونفخه الكبر.

وقال الراغب: والمُوتة شبه الجنون كأنه من موت العلم والعقل ومنه رجل موتان القلب وامرأة موتانة.

السابعة: النفث: قذف الريق القليل، وهو أقل من التفل ونفث الراقي والساحر أن ينفث في عُقَده، قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ومنه الحية تنفث السمّ وقيل: لو سألته نفاثة سواك ما أعطاك أي: ما بقي في أسنانك فنفثت ودم نفثت نفثه الجرح وفي المثل: لا بد للمصدور أن ينفث.

الثامنة: النفخ: نفخ الريح في الشيء، قال تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} وقال {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى} ومنه نفخ الروح في النشأة الأولى، قال تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} ويقال انتفخ بطنه ومنه استعير انتفخ النهار إذا ارتفع ورجل منفوخ أي سمين. انتهى.

وتفسير الهمز والنفث والنفخ بما فسر به من باب المجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>