للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم: أن استفعل تكون متعدية وغير متعدية، فالمتعدية نحو استنجيت الشيء، وغير المتعدية نحو استقدم واستأخر، وتكون مبنية من فعل متعد وغير متعد؛ فالمبنية من متعد نحو استعصم أو استعلم هما مبنيان من عصم وعلم، والمبنية من غير المتعدي نحو استحسن واستفتح هما مبنيان من حسن وفتح.

ولها خمسة معان؛

* إحداها: الإصابة؛ كقولك استجدته أي أصبته جيدًا، واستكرمته واستعظمته أصبته كريمًا وعظيمًا.

* والثاني: الطلب؛ كقولك استعطيته العطية واستعتبته؛ أي: طلبت له العتبى، واستفهمته أي: طلبت منه أن يفهمني.

* والثالث: التحول من حال إلى حال نحو استنوق الجمل واستتيست الشاة.

* الرابع: معنى تفعّل؛ كقولهم تعظم واستعظم وتكبر واستكبر.

* والخامس: معنى فعل؛ كقولك مرّ واستمرّ وقرّ واستقرّ.

فأما الاستنجاء ها هنا؛ فهو من المعنى الثاني الذي هو الطلب كيف ما قدرته إن كان من باب الإزالة والقطع والقشر، كما ذكره كراع وعياض، أو من النجو؛ يريد المكان المرتفع الذي يصلح لارتياد ذلك؛ فهو طلب للإزالة أو طلب المكان الصالح للإزالة، وإن كان النجو هو نفس الخارج كما ذكره ابن سيده فهو أيضًا كذلك من باب الطلب له والتتبع بالآلة المقصودة لإزالته من ماء أو حجر.

والخراءة؛ قال القاضي في "المشارق (١) ": هي هيئة جلسة المتخلي لقضاء الحاجة، أو صفة التنظف منه.


(١) المعروف بـ "مشارق الأنوار" (١/ ٢٣١) نقله بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>