للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشهد وخالفه الليث في إسناده، وأيمن لا بأس به والحديث خطأ وبالله التوفيق (١).

وقال الحاكم: حديث أيمن بن نابل المكي عن أبي الزبير جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في التشهد: "بسم الله وبالله" وأيمن بن نابل ثقة مخرج حديثه في صحيح البخاري فلم يخرج هذا الحديث إذ ليس له متابع على أبي الزبير من وجه يصح.

وقد توبع أيمن عليه فيما حكاه الدارقطني أيضًا في "علله" فقال: يرويه الثوري وابن جريج وأيمن بن نابل عن أبي الزبير عن جابر وخالفهم ليث بن سعد وعمرو بن الحارث روياه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس. ورواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي وزكريا بن خالد شيخ لأهل الكوفة يروي عنه قيس بن الربيع وغيره عن أبي الزبير عن طاوس وحده عن ابن عباس.

وحديث ابن عباس أشبه بالصواب من حديث جابر.

قول الدارقطني: عبد الرحمن بن حميد رواه عن أبي الزبير عن طاوس وحده مخالف لما ذكره الترمذي من قوله عن عبد الرحمن أنه رواه نحو حديث الليث وهو قد ساق حديث الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس ومن أثبت مقدم على من نفى إلا أن يكون الترمذي أراد بقوله نحو حديث الليث في أنه من طريق ابن عباس لا من طريق جابر.

وقد رواه مسلم كما قال الدارقطني: فقال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة يحيى بن


(١) "تاريخ دمشق" (١٠/ ٥٠).
وفي "شرح علل الترمذي" (٢/ ٦٤٢): ذكر مسلم في كتاب "التمييز" أن زيادة التسمية في التشهد تفرد بها أيمن، وزاد في آخر التشهد: وأسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار.
وذكر أن الحفاظ رووه عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس بدون هاتين الزيادتين.
قال مسلم: والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يكثر عليهم الوهم في حفظهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>