للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لي لا أسقى على علاتي ... صبائحي غبائقي قيلاتي (١)

يريد أقاتل عنهن كما أقاتل عن أمهاتي.

وهذا يجوز إذا فهم المعنى؛ هذه طريقة من أخذ بتشهد ابن عباس.

وأما من أخذ بحديث ابن مسعود فيقول: واو العطف تقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه فتكون كل جملة ثناء مستقلًا، وإذا سقطت واو العطف كان ما عدا اللفظ الأول صفة له فتكون جملة واحدة في الثناء والأول أبلغ فكان أولى وزاد بعضهم في تقريره بأن قال: لو قال: والله الرحمن والرحيم، لكانت أيمانًا متعددة، تتعدد بها الكفارة، ولو قال: والله الرحمن الرحيم لكانت يمينًا واحدة وتعدد الثناء في هذا صريح وليس هو في الأول كذلك فهو أولى.

الثانية: السلام اسم من أسماء الله تعالى الحسنى وهو السالم من النقائص وصفات الحدث وقيل: المسلِّم عباده وقيل المسلم عليهم في الجنة كما قال {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ومعناه في قوله: السلام عليك أيها النبي وفي سلام الصلاة السلامة والنجاة فيكون مصدرًا كاللذاذ واللذاذة كما قال تعالى: {فسلام لك من أصحاب اليمين} وقيل السلام عليك أي الانقياد إليك والتسليم لأمرك، قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما}.

اختلف الأصوليون في العموم هل له صيغة أم لا فذهب الشافعي وغيره إلى الأول خلافًا للمرجئة وآخرين.


(١) انظر "اللسان" (غ ب ق).
وفي مادة (ق ي ل): لا أبكي على علاتي ....
ولعله أظهر في المعنى.
أو يمكن أن تكون أشقى، بالشين، كما قرأها من نسخ المخطوط قبلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>