للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: كرهه فلم يشربه فهو عائف وقال (١):

إني وقتلي سُليكًا ثم أعقله ... كالثور يُضرب لما عافت البقر

وذلك أن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرت لأنها ذات لبن وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب.

(ما) وهي من ألفاظ العموم في قوله: "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن" ونحوه قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} وهي كذلك تصلح لأن يحتج بها من لا يشترط الفاتحة وسيأتي الكلام على ذلك.

وذكر أبو القاسم الراغب أنها تأتي على عشرة أضرب تكون في خمسة منها اسمًا، وفي خمسة حرفًا وليس هذا موضع الكلام في ذلك.

الثانية: الطمأنينة السكون قال الجوهري: اطمأن الرجل اطمئنانًا وطمأنينة أي: سكن وهو مطمئن إلى كذا وذلك مطمأن واطبأن [بالباء] مثله على الإبدال وتصغير مطمئن طميئن بحذف الميم من أوله وإحدى النونين من آخره وتصغير طمأنينة طميئنة بحذف إحدى النونين لأنها زائدة وطمأن ظهره وطأمن بمعنى، على القلب، وطأمنت به سكنت.

الثالثة: التصويب في قوله: (لم يصوب رأسه) الصوب نزول المطر كذا قال الجوهري: فأطلق وقيده الراغب فقال: وجعل الصوب لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع قال: وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله تعالى: {نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ} وقال الشاعر (٢):

فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي


(١) عزاه ابن منظور لأنس بن مدرك الخثعمي. (ث ور)، (وج ع)، (ع ي ف).
(٢) عزي لطرفة بن العبد في "ديوانه".
وهو موجود عند المرقش الأصغر.

<<  <  ج: ص:  >  >>