للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا مطلقًا فإنه أخرج في صحيحه حديث أبي هريرة (١)، ولم يُخرّج حديث زيد بن خالد. لكن من غير طريق محمد بن عمرو، وكذلك فعل مسلم أيضًا (٢)، فقد يستفاد من ذلك ترجيح ابن إسحاق عنده على محمد بن عمرو، وإن كان لا يُصحَّح لواحد منهما وإلى ذلك يشير تصرف الترمذي فإنَّه لم يصحح (٣) حديث أبي هريرة لترجيح محمد بن عمرو على محمد بن إسحاق، وإنما علل صِحّته بأنَّه روي من غير وجه، وغيرهما يخالفه في هذا الترجيح بين الرجلين كما حكيناه عن يحيى بن معين.

وقال البيهقي في حديث زيد: قد رُفع آخرُ هذا الحديث عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن جابر قال: "كان السُّواكُ من أذن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - موضعَ القلم من أُذن الكاتب (٤) هذا".

وطريق يحيى بن يمان وليس بالقوي عندهم (٥).

فأمَّا حديث أبي بكر فرواه أبو نعيم من حديث عيسى بن إبراهيم البركي: ثنا حمَّادُ بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السُّواك مطهرة للفمِّ، مرضاةٌ للرَّبِ" رواه عن فاروق الخطابي، عن أحمد بن محمد [القطان] (٦)، عنه (٧).


(١) وذلك في كتاب "الجمعة" منه (١/ ٣٠٣ / برقم ٨٤٧) باب السواك يوم الجمعة.
(٢) وهو كما قال المؤلف فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" كما تقدم في الفقرة السابقة، وكذلك فعل مسلم في "صحيحه" (كتاب الطهارة ١/ ٢٢٠ / ٤٢) ولكن من غير طريق محمد بن عمرو.
(٣) أي لم يرجِّح، وإلا فالترمذي قد تقدم عنه تصحيح الحديثين.
(٤) من تقديم محمد بن عمرو على محمد بن إسحاق.
(٥) انظر "السنن الكبرى" (١/ ٣٧).
(٦) من ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٥٢١) وفي المخطوط "ت": العطار وهو خطأ لا تقدم.
(٧) وكذا عزاه ابن الملقن في "البدر المنير" (٣/ ٦٩) ولعله في كتابه "السواك".

<<  <  ج: ص:  >  >>