وحسَّن البخاري (١) حديثه، وتكلَّم فيه آخرون (٢)، وليس الكلام فيه بكبير أمر.
فالحديث لو سلم من تعليل ممَّن علَّله ممَّن ذكرناه، لكان صحيحًا أو حسنًا.
ويشهد له حديث عبد الله بن زيد؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس".
رواه ابن ماجه (٣)، عن سويد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا بن (٤) أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عبَّاد بن تميم، عن عمِّه.
ورجالهُ (٥) كُلُّهم موثقون، مُخرَّج لهم في الصَّحيح، إلَّا حبيب بن زيد، فقد وثَّقه أبو حاتم ابن حبان (٦)، وتقلَّد تصحيح حديثه هذا (٧).
وقال فيه أبو حاتم الرازي: "صالح" (٨).
وحديث عبد الله بن زيد لم يذكره الترمذي مسنَدًا، ولا بصحابيَّه.
وفي الباب ممَّا لم يذكره أيضًا: عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس".
(١) كما في "جامع الترمذي" (٥/ ٥٨).
(٢) كالنسائي في "الضعفاء والمتروكين" برقم (٣١٠) والجوزجاني في "الشجرة" برقم (١٤١).
(٣) في "سننه" (كتاب الطهارة ١/ ١٥٢ / برقم ٤٤٣) باب الأذنان من الرأس.
(٤) كذا في سنن ابن ماجه وفي نسخة س وفي نسخة ت: عن وهو تصحيف.
(٥) في ت و "خالد" وهو تحريف ظاهر يرده السياق.
(٦) في "ثقاته" (٦/ ١٨١) وعلَّق ناسخ ت في نسخته (ل ٩١ / أ) قائلًا "ليس كما قال فإن ابن حبان لم يُخرِّج لسويد بل ذكره في "المجروحين" وقد تفرَّد سويد بهذه الجملة.
قلت: بل كلام الشارح صحيح فحبيب بن زيد وثقه ابن حبان وأخرج له في صحيحه وأما سويد بن سعيد فلم يقل الشارح أن ابن حبان أخرج له في صحيح بل قال: مخرج لهم في الصحجح أي صحيح مسلم فإنَّ مسلمًا أخرج لسويد بن سعيد فتعلق الناسخ ليس في موضعه.
(٧) في "صحيحه" (٣/ ٣٦٣ - ٣٦٤ / برقم ١٠٨٢ و ١٠٨٣).
(٨) كما في "الجرح والتعديل" لابنه (٣/ ١٠١ / برقم ٤٦٨).