والنضح والنضيح الحوض لأنه ينضح العطش.
وقيل: هما الحوض الصغير.
والنضح: سقى الزرع وغيره بالسانية ونضح زرعه: سقاه بالدلو.
والناضح: البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء، والأنثى بالهاء.
واستنضح الرجل وانتضح، نضح شيئًا من ماء على فرجه بعد الوضوء (١).
وجه خامس: قاله ابن العربي (٢) أيضًا وقال: وقيل معناه: إذا توضأت فرشّ الإزار الذي يلي الفرج بالماء ليكون ذلك مذهبًا للوسواس.
وروى عن قتادة: النضح من النضح، يقول: من أصابه نضح من البول، فعليه أن ينضحه بالماء.
ويكون على هذا معنى الحديث الوارد: عشر من الفطرة، فذكر انتقاص الماء.
ورواه أبو عبيدة: انتضاح الماء، وفسره بما قدمناه.
وقال الشيخ محيي الدين: قال الجمهور: الانتضاح نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لينفي عنه الوسواس.
وهذا كالوجه الذي حكيناه عن الإمام أبي سليمان الخطابي ثانيًا إلا أن ذلك قال بعد الاستنجاء. وهذا قال بعد الوضوء وهو أشبه من بعض ما تقدمه لمطابقته ما حكيناه عن أهل اللغة في كلام ابن سيده.
وفيما حكاه ابن العربي عن مالك ما يشير إلى أنه جعل النضح واسطة بين الغسل والمسح إذ الغسل عنده صب الماء مع التقاطر والسيلان.
(١) المحكم (٣/ ٩٣ - ٩٤) بتصرف يسير.
(٢) عارضة الأحوذي (١/ ٥٩).