للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بئر بضاعة من طرق هذا خيرها" (١).

وذكر شيخنا الحافظ الإمام (٢) أبو الفتح القشيري رحمه الله قال: ولما أخرج أبو عبد الله بن منده هذا الحديث من رواية محمد بن كعب القرظي عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع قال: وهذا إسناد مشهور، وأخرجه أبو داود والنسائي، وتركه البخاري ومسلم لاختلاف في إسناده رواه ابن أبي ذئب، عن الثقة عنده عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد، ثم ذكر رواية مطرف بن طريف، عن خالد بن أبي نوف، عن سليط بن أيوب، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وقال بعد ذلك: فإن كان عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع هذا هو الأنصاري الذي روى عن جابر بن عبد الله، فقد روى عنه هشام بن عروة، وهو رجل مشهور في أهل المدينة.

وعبد الله بن رافع بن خديج مشهور، وعبد الله ابنه مجهول.

فهذا الحديث معلول برواية عبيد الله بن عبد الله بن رافع، وقد أخرج الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد المصري في كتاب "إيضاح الإشكال" له، رواية مطرف عن خالد بن أبي نوف عن سليط، عن ابن أبي سعيد، عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت: يا رسول الله تتوضأ منها وهي يلقى فيها ما يلقى من النتن؟ فقال: "إن الماء لا ينجسه شيء" (٣).


(١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٢٤ - ٢٢٥) برقم ٢٤٣٥.
(٢) الإمام (١/ ١١٦ - ١١٧).
(٣) الإمام (١/ ١١٦ - ١١٧).
قال ابن العجمي كما هو على هامش المخطوط: رواية مطرف في "السنن الصغرى" للنسائي كما سيأتي، فلا حاجة لعزوها إلى عبد الغني. اهـ.
فالعجب من ابن دقيق العيد رحمه الله حيث عمد إلى تخريج هذه الرواية من كتاب إيضاح الإشكال لعبد الغني بن سعيد وهو متأخر مع وجودها بهذا السياق سندًا ومتنًا في مسند الإمام أحمد (٣/ ١٥ - ١٦) وسنن النسائي (١/ ١٧٤ برقم ٣٢٧) في الطهارة باب ذكر بئر بضاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>