للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العامري؛ قال: حدثني حمزة (١)؛ قال: حدثتني عائشة؟ قالت: دخلت علي امرأة من اليهود فقالت: إن عذاب القبر من البول، قلت: كذبت، قالت: بلى، إنه ليقرض منه الجلد والثوب؛ قالت: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا، فقال: ما هذا؟ فأخبرته، فقال: صدقت.

وفيه عن عبادة بن الصامت: سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البول، فقال: "إذا مسكم شيء فاغسلوه، فإني أظن أن منه عذاب القبر"، رواه البزار (٢) عن خالد بن يوسف بن خالد، عن أبيه: ثنا عمر بن إسحاق، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، عن جده؛ قال: لا نعلمه يروى عن عبادة إلا من هذا الوجه، ولا نعلمه (٣) أن عمر بن إسحاق أسند عن عبادة إلا هذا الحديث، فيه التصريح بإثبات عذاب القبر على ما هو المعروف عند أهل السنة (٤)، واشتهرت به الأخبار منها قوله - عليه السلام -: "لولا أن تدافنوا لدعوت أن يسمعكم من عذاب القبر" (٥) واستعاذ به - عليه السلام - في الدعاء المأثور من عذاب القبر.


(١) في المصنف (١/ ١٢٢) حرة كذا وصوابه جسرة كما في مسند أحمد (٦/ ٦١) وكذا أطراف المسند (٩/ ٣٠٥) برقم ١٢٣٣٧ وهو عند النسائي في سننه كتاب السهو (٣/ ٨١ - ٨٢) برقم ١٣٤٤ باب نوع آخر من الذكر والدعاء بعد التسليم.
(٢) في مسنده (١/ ١٣٠ كشف) برقم ٢٤٦.
(٣) قوله ولا نعلمه أن عمر بن إسحاق ليست في كشف الأستار.
(٤) قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته: (وبعذاب القبر لمن كان له أهلًا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن الصحابة رضوان الله عليهم) قال ابن أبي العز (٣٩٨): "وذهب إلى موجب هذا الحديث (يعني حديث البراء في عذاب القبر) جميع أهل السنة والحديث ... وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لن كان لذلك أهلًا".
(٥) مسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها (٤/ ٢١٩٩ - ٢٢٠٠) برقم ٢٨٦٧ وأحمد (٥/ ١٩٠) وابن أبي شيبة (٣/ ٣٧٣) وعبد بن حميد في النتخب (٢٥٤) والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٦١ - ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>