للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس في الآية نحوه (١).

قال أبو (٢) عمر بن عبد البر: الفتنة في القبر لا تكون إلا لمؤمن أو منافق من أهل القبلة ممن حقن الإِسلام دمه (٢)؛ ونحوه عن أبي (٣) عبد الله الترمذي وخالفهما أبو (٤) محمَّد عبد الحق وذكر أن ذلك يعم المؤمنين والمنافقين والكافرين، وأورد في ذلك آثارًا، واختاره القرطبي (٥) في كتاب التذكرة، ونقل الخلاف في هذين المعذبين أيضًا هل كانا من أهل القبلة أو لا (٦)؟ وقال ما معناه إنهما كانا من أهل القبلة فالمرجو لهما بذلك تخفيف العذاب عنهما بذلك مطلقًا وإن كانا كافرين، فالمرجو تخفيف العذاب المتعلق بهذين الذين أعني ترك الاستبراء من البول والنميمة حيث قلت في هذا الثاني بعد.

وفي (٧) إضافة عذاب القبر إلى البول خصوصية تخصه دون سائر المعاصي مع أن العذاب بسبب غيره أيضًا، إن أراد الله ذلك في حق بعض عباده؛ وعلى هذا جاء الحديث: "تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه" (٨)، وكذا جاء أيضًا أن بعض من ذكر عنه ضمه أو ضغطه، فسئل أهله فذكروا أنه كان منه تقصير في التطهر (٩).


(١) لم أقف عليه، والمأثور عنه ذلك في تفسير قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} ما ينزل بكم من العذاب في القبر، انظر التذكرة للقرطبي (١/ ٢١٠) وهو في كتب التفسير بالمأثور والله أعلم.
(٢) فتح البر (٢/ ١٣٥) بتصرف بيسير.
(٣) ذكره عنه القرطبي في التذكرة (١/ ٢٢٩) وهو صاحب نوادر الأصول.
(٤) انظر التذكرة (١/ ٢٢٩).
(٥) التذكرة (١/ ٢٣٠) ط. دار البخاري.
(٦) التذكرة (١/ ٢١٥) وقال: والأظهر أنهما كانا مؤمنين وهو ظاهر الأحاديث والله أعلم.
(٧) هذا ابتداء كلام ابن دقيق العيد في شرح عمدة الأحكام (١/ ٦١ - ٦٢) ط. المصرية.
(٨) حديث صحيح، ورد من حديث أنس بن مالك وأبي هريرة وابن عباس، وانظر تخريجه بتوسع في الإرواء (١/ ٣١٠ - ٣١٢) برقم ٢٨٠ للعلامة الألباني رحمه الله.
(٩) لم أقف على القصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>