وفي هذا نظر، أما كون النبات يسبح ما دام رطبًا فغير وجيه لأن الله تعالى ذكر أن كل ما في السماوات والأرض من أخضر ويابس يسبح بحمده: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}، {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} فسقط قياس قراءة القرآن عليه، على أنه قياس مع وجود النص وهو باطل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقرأ وكان طبعًا حافظًا للقرآن وشفوقًا بالمؤمنين الذين ماتوا من قبله، والصحيح أن وضع الجريدة كان خاصًّا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وخاصا بهذه الحادثة بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفعلها إلا مرة أومرتين ولم يفعلها أصحابه لا في حياته ولا بعده. وللصنعاني في حاشيته على شرح العمدة كلام نفيس فلينظر (١/ ٢٧٤). (٢) انظر إكمال المعلم (١/ ١٢٠)، المفهم (١/ ٥٥٢)، حاشية الصنعاني على شرح عمدة الأحكام (١/ ٢٧٣) فله كلام طيب. وشرح مسلم للنووي (١/ ١٩٢). (٣) هذا ابتداء كلام النووي في شرح مسلم (١/ ١٩٢). (٤) قال النووي في شرح مسلم (١/ ١٩٢): "وذهب المحققون من المفسرين وغيرهم إلى أنه على عمومه". (٥) البقرة الآية ٧٤.