للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: حدثني أبي، وجعل الحاكم رواية داود العطار وهمًا منه، وقال: رواية هشام عن أبي بكر بن محمد بن عمرو أنها لم تأت من وجه معتمد، وقد خرجها الطبراني (١): ثنا علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن منهال، عن همام بن يحيى، وهي رواية همام وهؤلاء كلهم موثقون لكنها مرجوحة بمخالفة الجم الغفير إياها عن هشام بن عروة، وإذا صح الحديث بالطرق التي ذكرناها، وبتصحيح من الأئمة الذين ذكرناهم فغير مجد بعد ذلك الطعن فيه بالخلف الواقع في الطرق الخارجة عنه هذه، أو دخول الشرطي في إبلاغه بين عروة وبسرة، أو بين مروان وبسرة، وما أشبه ذلك من الاعتلال، فالضعيف لا يعلّ الصحيح، وقد ثبت استغناء الخبر عن الشرطي المجهول، وعمن أرسل الشرطي الذي طعن به يحيى (٢) بن معين على الحديث، وقد ذكر عنه أنه قال: أي حديث حديث بسرة لولا قابل طلحة في الطريق، ولحديث بسرة طرق كثيرة عن غير هشام بن عروة من جهة مالك والزهري وغيرهما، تركنا ذكرها اختصارًا، وإنما تكلمنا على طريق هشام بن عروة لأنها التي خرجها الترمذي (٣)، وحديث أم حبيبة بنت أبي سفيان رواه ابن (٤) ماجه وغيره من حديث مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبه قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من مسه فرجه فليتوضأ.

روي عن الإمام أحمد (٥) أنه قال: حديث أم حبيبة هذا صحيح، وحكى الترمذي (٦) عن أبي زرعة تصحيحه أيضًا، وذكر ابن (٧) أبي حاتم في "المراسيل": أنه


(١) المعجم الكبير (٢٤/ ١٩٨) برقم ٥٠٤.
(٢) انظر التلخيص الحبير (١/ ٢١٤ - ٢١٥).
(٣) الجامع (١/ ١٢٦).
(٤) سننه كتاب الطهارة (١/ ١٦٢) برقم ٤٨١ باب الوضوء من مس الذكر.
(٥) نقل ذلك الخلال في علله كما في التلخيص الحبير (١/ ٢١٧).
(٦) الجامع (١/ ١٣٠).
(٧) المراسيل (١٦٥) برقم ٣٦٩ وأبو حاتم يحكيه عن هشام بن عمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>