للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الانقطاع الذي أشرنا إليه فقد قال الشافعي (١) في رواية حرملة، قد سمع يزيد بن عبد الملك من سعيد المقبري، فإذا جمعت إلى كلام الشافعي هذا شهرة، فالحديث من طريق النوفلي عن سعيد بغير واسطة، وقول أحمد في ابن نافع مثبت الواسطة كان الغالب عليه الرأي، ولم يكن الحديث من شأنه، حصل من مجموع ذلك تقوية قول من قال بصحته، كما ذكرناه عن ابن السكن والحاكم، وكما هو مذكور عن ابن حبان أيضًا وله حديث بسرة في الاختلاف على هشام بن عروة.

قال الدارقطني (٢) في علل حديث بسرة: وكذلك ما رواه هشام بن زياد أبو المقدام عن هشام، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس. ورواه يحيى بن أيوب المصري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك قيل عن الدراوردي. رفعناه جميعًا عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولا يصح هذا القول عن هشام، وروى الدارقطني (٣) عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضؤون. قلت: بأبي أنت وأمي، هذا للرجال، أفرأيت النساء؟ قال: إذا مست إحداكن فرجها فلتتوضأ للصلاة". رواه من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وقال: هو ضعيف.

وحديث جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مس أحدكم ذكره فعليه الوضوء، رواه ابن (٤) ماجه وأبو (٥) بكر الأثرم.


(١) المعرفة للبيهقي (١/ ٣٨٨) برقم ١٠٨٧.
(٢) العلل (٥ / ل ٢٠١ / ب) عن طريق محقق الإمام لابن دقيق العيد (٢/ ٢٩١) فإن ابن دقيق العيد أشار إلى كلام الدارقطني في العلل وعنه ينقل المصنف.
(٣) السنن (١/ ١٤٧ - ١٤٨) برقم ٩.
(٤) في سننه كتاب الطهارة (١/ ١٦٢) برقم ٤٨٠.
(٥) انظر التلخيص الحبير (١/ ٢١٦) والتمهيد (١٧/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>