وقد تبين لنا: أنَّ راوي الحسن لذاته هو الراوي الوسط الذي روى جملة من الأحاديث، فأخطأ في بعض ما روى، وتوبع على أكثر ما رواه؛ فراوي الحسن: الأصل في روايته المتابعة والمخالفة وهو الذى يطلق عليهِ الصدوق، لأنّ الصدوق هو الذي يهم بعض الشئ فنزل من رتبة الثقة إلى رتبة الصدوق. فما أخطأ فيه وخولف فيه فهو من ضعيف حديثه، وما توبع عليه ووافقه من هو بمرتبته أو أعلى فهو من صحيح حديثه أما التى لم نجد لها متابعة ولا شاهدًا فهي التي تسمّى بـ (الحسان)؛ لأنّا لا ندري أأخطأ فيها أم حفظها لعدم وجود المتابع والمخالف؟ وقد احتفظنا بهذه الأحاديث التي لم نجد لها متابعًا ولا مخالفًا وسمّيناها حسانًا؛ لحسن ظننا بالرواة؛ ولأنّ الأصل في رواية الراوي عدم الخطأ، والخطأ طارئ؛ ولأنّ الصدوق هو الذى أكثر ما يرويه مما يتابع عليه، فجعلنا ما تفرد به من ضمن ما لم يخطأ فيه تجوزًا؛ لأن ذَلِكَ هوَ غالب حديثه، ولاحتياجنا إليه في الفقه، وبمعنى هذا قول الخطّابي: "وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء"، ولا بأس أن نحد ذَلِكَ بنسبة مئوية فكأنّ راوي الحسن من روى - مثلًا لا حصرًا - مائتي حديث، فأخطأ في عشرين حديثًا وتوبع في ثمانين. فالعشرون التي أخطأ فيها من ضعيف حديثه، والثمانون التى توبع عليها من صحيح حديثه، أما المائة الأخرى وهي التي لم نجد لها متابعًا ولا مخالفًا فهي =