إن مشروع الموسوعة الحديثية، ينطوي علَى مشاريع عدة، أحدها "المسند المحيط المعلل"، وَهُوَ بهذا يعد من أعظم الأعمال وأضخمها، ويمثل جهدًا لا يقل في أهميته عَنْ جَمِع المصحف، وسيترك بصماته في ذاكرة التاريخ، نبراسًا يضيء طريق المسلمين، ومنارًا في طريق السالكين.
ولقد بذرت بذرته الأولى في ١٣/ ٧/ ٢٠٠١، آملين إتمام موسوعة تجمع كُلّ الأحاديث التِي رويت عَنْ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، مختارًا في ترتيبها أكثر من طريقة، بدءًا بأبواب الفقه، ثُمَّ أسماء الرواة، ثُمَّ مسانيد الصَّحَابَة -رضي الله عنهم- ... وهكذا.
ويتم من خلالها بَيَان ألفاظ الْحَدِيْث، وطرقه وأسانيده، والرجال الَّذِيْنَ تدور عليهم أسانيد تلكَ الأحاديث، ودرجاتها من الصحة والضعف، والتنبيه علَى عللها، والإشارة المقتضبة إِلَى الفوائد الفقهية والفكرية المتصلة بِهَا، وسبب ورود الْحَدِيْث ومناسبته.
وبعد أن مهدنا لهذا العمل الجبار بدراسة مستوفية أخذت كفايتها من وقتنا، بدأ العمل علَى وفق خطة أعدت سلفًا، مَعَ نخبة من الشباب المثقفين أربَى تعدادهم على المئة في بَعْض الشهور، متبادلين وجهات النظر بغية الوصول إِلَى المنهج البحثي والمعايير المساعدة للارتقاء بهذا العمل إِلَى مستوى طموح وآمال المسلمين.
ونحن جميعًا نؤمن إيمانًا لا يتخلله شك ولا تتطرق إليه ريبة، أن هَذَا العمل لا يقل في نتاجه الآني والمستقبلي عما قام بِهِ الصَّحَابِيّ الجليل زيد بن