للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كَانَ في سفر فجمع بَيْنَ الصلاتين" ثُمَّ قَالَ: "لا أعرفه من حَدِيْث يزيد والذي عندي أنه دخل لَهُ حَدِيْث في حَدِيْث" (١).

وأكثر العلماء قلّدوا الْحَاكِم في تشخيص سبب النكارة، وَهُوَ أن خالدًا المدائني أدخل الْحَدِيْث علَى الليث بن سعد، فسمعه قتيبة من الليث وَهُوَ ليس من حديثه (٢).

ورد الإمام الذهبي هَذَا القَوْل، فَقَالَ: "هَذَا التقرير يؤدي إلى أن الليث كَانَ يقبل التلقين، ويروى ما لَمْ يَسْمَع، وما كَانَ كذلك، بلْ كَانَ حجة متثبتًا، وإنما الغفلة وقعت فِيْهِ من قتيبة، وَكَانَ شيخ صدق، قَدْ رَوَى نحوًا من مئة ألف، فيغتفر لَهُ الخطأ في حَدِيْث واحد" (٣).

وقالَ أَيْضًا: "ما علمتم نقموا علَى قتيبة سوى ذَلكَ الْحَديْث المعروف في الجمع في السفر" (٤).

والأصوب - والله أعلم - التعليل بما قاله أبو حاتم، من أن قتيبة دخل لَهُ حَدِيث الليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، فظنه حَدِيْث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، وحمل متن حَدِيْث هشام فنسبه إلى رِوَايَة يزيد.


(١) علل الْحَدِيْث ١/ ٩١ (٢٤٥).
(٢) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: ١٢٠ - ١٢١، وتاريخ بغداد ١٢/ ٤٦٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ١١/ ٢٤.
(٤) سير أعلام النبلاء ١١/ ٢٠.